الخميس، 27 نوفمبر 2014

غرباء ,

 غرباء



بين جنبات هذا العالم شببنا وسط مثيلنا من البشر , عايشناهم و صاحبنا البعض منهم , و فارقنا البعض ايضاً , و خلف كل علاقة حكاية قيدت في إرشيف الماضي بما احتوت من جمال أو قبح...

   و اخرى لا تزال متماسكة رغم شدة رياح الماضي , التي سلبت بكل قسوة من سبقهم و ما زالت تٌمني إلحاق البقية بمن ذهب...

حينما تلتفت حولك في كل جانب تجد أن الرقعة اكتظت بمثيلنا , رغم ذلك نبقى أسيري وحدتنا , دون أن ندنوا من أحدهم , مكتفين بالقلة المتشبثين ببقائهم بالرغم من إنعدام إحساسنا بوجودهم ...


حينما تضغطك الحياة و تلتف حولك المشكلات و تضيق بك نفسك , لا تجد صوت المواساة , لتتضاعف المعاناة من جانب أخر , لتتساءل هل تتألم على ما تبتلى أم على اشباه الدمى..؟



, تمسكنا بها جيدا و سسددنا جٌل ثقوبها و رضينا بعيوبها و خسة وصلها , لكن مع تتابعة الأيام تنحدر العلاقة للماضي ,لتلقى حتفها كما لقى الأخريات ...


هكذا هم  كثرة شيء فشيء يزولون ليبقى أخرهم ليزول الأخر ككومة تتكسر مع الوقت لينكسر اخر اعوادها , لننسى وعود البقاء و ذكريات اللقاء , لنبقى غرباء ...


by : jehad 

الخميس، 6 مارس 2014

الذاكرة و الناس..

الذاكرة و الناس..


الذاكرة هي شٌرفة على الماضي المفعم بالأحزان و لحظات من الأفراح, 
اسوء ما فيها يبقى معلقا على ابوابها لنتذاكره بين الحينات ,لتضيق النفوس من ألام الماضي لتلاحق الحاضر ,
 
يشتعل الرأس بالشيب و ياليت الذكريات السوداء يهمشها النسيان لتشابه الرماد ليختفي صيتها الذي يشدنا لتذكر الآلام التي تطفوا على سطح الذاكرة عند أقل مصاب لتعيد الذاكرة جميع خباياها من احزان لتواسيها العين بالدمع , و الناس دون رأفة أو إحساس ..


أصحاب الذاكرة الهزيلة ذاكرتهم لا تتسع  للحاضر و الماضي معاً , يعيشون معك اللحظة بأوانها , و لربما لا يفكرون بالقادم و جل ثقلهم على الحاضر ,
 أليس بضعف الذاكرة سعادة و أقل ما فيها راحة ..؟
 
نرتجي السعادة بين رفاقنا و الذاكرة تدق ابواب التعاسة , بإستذكار عيوبهم و إن كانت كقطرة سوداء في بحر , 

لتستفيض البصيص بنبش و تعمق لتتفرع لوافر من العيوب المزعومة,
 و تناسي الحسنات الغزيرة , لتبدأ الوساوس و الشكوك في وفاء الأخِلاء .  

الكثير منا يكرس يومه لإسعاد الآخرين و خاصة المقربين , و كل محاولة إسعاد بعد أخرى يزداد  المٌحسن لهم جفاء و إجحاف ,
 
 و كل إحسان تقدمه لرفقاءك سيكون يوما سبباً لأحزانك لأنك لم تجد نظير هذا العمل الذي كنت تتلذذ بفعله لرؤوية البسمة على شفاههم, فلا يوجد من يقدم دون مقابل مهما كان نوع ذلك المقابل..
اما هم يعيشون يومهم بنسيانك حتى ذاكرتهم لم تتذكرك و لو للحظة عابرة , و أنت تجول بذاكرتك بـ كيف أسعدهم ..؟ , و كأنه أمر فُرض و لا يسقط إلا بإسعادهم ,,


و حين الخطأ أو بضع من زلة تهفوا متأسفاً, و أخطأهم تتجاوز الحد و في ناظرهم لا شيء, 

 لا داعي لتسعد من حولك على حساب راحة نفسك و من حولك وضعوك في طي النسيان ..
 
من كثرة الإجحاف أصبحت أعشق أشكال الأشخاص الأنانيون الذين يحيون يومهم لأنفسهم و بغيرهم لا يفكرون و مبلغ همهم أنفسهم ,
 رغم اننا ننظر للبعض منهم بأنهم أناس متكبرون و لكن من نظرة أخرى هم يعيشون في معمعة الواقع, رغم كل ذلك لا أفكر أبداً الإقتراب منهم أو مجاورتهم , هكذا هي الحياة كل يراها و يشكلها بطريقته الخاصة ..